نجحت الشرطة العدلية بباب بحر بصفاقس أول الأسبوع الجاري في وضع حد لنشاط عصابة خطيرة اختصّت في التحيل والابتزاز يقودها شخص مغربي الجنسية بالتعاون مع تونسيين كانا يتوليان اصطياد الضحايا بعد إقناعهم بقدرتهم على معالجة جل الأمراض المستعصية العضوية منها والنفسية وقدرتهم كذلك على تحدي أماكن الكنوز واستخراجها من باطن الأرض بل وحتى تضخيمها شريطة تلبية كل شروطهم المالية.
منطلق الأبحاث في قضية الحال كان تقدم كهل أصيل مدينة صفاقس بشكاية لفرقة الشرطة العدلة مفادها تعرّضه لعملية تحيل من طرف شخصين الأول أصيل منطقة الحنشة بصفاقس والثاني ينحدر من جهة سيدي بوزيد واللذان توليا تقديمه للطرف الثالث وهو مغربي الجنسية الذي أوهمه بقدرته على معالجة ابنته التي تعكّرت حالتها الصحية والنفسية بشكل خطير على خلفية نتائجها الدراسية ليشير عليه لاحقا بأن جنّا خبيثا ومستعصيا تمكّن من ابنته وأن عملية إخراجه تستوجب الاستعانة بعطور وحشائش وعقاقير باهظة الثمن يتولى هو عملية جلبها عن طريق وسطاء من أدغال إفريقيا.
وفعلا نجح هذا المتهم في سلب ضحيته مبلغ 48 ألف دينار في مناسبة أولى ثم مبالغ مالية متفاوتة القيمة في مناسبات أخرى الى أن وصل إجمالي ما ابتزّه منه 72 ألف دينار دون أن يلمس الأب الملتاع أي حسّن في حالة فلذة كبده حينها بدأت الشكوك تساور الشاكي في كونه كان عرضة لعملية تحيل متقنة خاصة بعد أن أشار عليه أحد معارفه ممّن اختصّوا في بيع العطور والحشائش بالمدينة العتيقة من كون الجاني اقتنى منه مؤخرا بعض الحاجيات وبأثمان زهيدة خلافا لما كان يدعي، فلم يجد الضحية من بدّ غير التوجه لفرقة الشرطة العدلية بباب بحر التي تمكّن أفرادها في وقت وجيز من إيقاف الشريكين التونسيين في مرحلة أولى نهاية الأسبوع الفارط تلتها عملية الإيقاع بالرأس المدبّر المغربي بعد عملية تنسيق مع المجني عليه واستدراج للجاني لكمين محكم بجهة سيدي منصور كون الأخير شديد الحيطة والحذر ويعتمد على التمويه في تنقلاته على سيارة مكتراة واستجلاء الأماكن والتواجد الأمني هناك قبل الحلول بها.
وتجدر الاشارة الى أن عملية البحث الأولى للجناة كشفت ارتكابهم لعدة عمليات تحيل أخرى أبرزها تلك التي اقترفوها في حق فلاح معروف بجهة صفاقس بعد أن أوهموه بكون ضيعته تحوي كنزا ثمينا فابتزوه مبلغ 200 ألف دينار لقاء استخراج الكنز المزعوم.
هذا ويستمر الاحتفاظ بالثالوث المتحيل على ذمة التحقيق لاستكمال الأبحاث في شأنهم قبل إحالة ملفهم على العدالة لتقول فيهم كلمتها.