عدد المساهمات : 1 نقاط التميز : 0 تاريخ التسجيل : 05/08/2010
موضوع: تونس على أبواب العصيان المدني الأربعاء 3 أكتوبر - 13:02
حيفة العرب ـ تونس – تعيش تونس على وقع الإضرابات والاحتجاجات بعد فشل الحكومة التي تقودها حركة النهضة في تحقيق الوعود التي أطلقتها خلال حملتها الانتخابية، واقتراب موعد انتهاء الفترة الانتقالية يوم 23 تشرين الأول.
وتتحدث أوساط مقربة من النهضة عن وجود خطة للعصيان المدني تعتزم أحزاب ومجموعات من المعارضة تنفيذها خلال الاسبوعين القادمين للوصول إلى شلل تام بالبلاد ما يستوجب تكوين حكومة جديدة على أساس التوافق، وليس وفق نتائج الانتخابات.
وتشهد محافظة سيدي بوزيد – مهد الثورة على الرئيس السابق بن علي – حالة من الغليان القصوى احتجاجا على اعتقال قوات الأمن 42 محتجا على أوضاع معيشية صعبة بالجهة.
ولليوم الخامس على التوالي يخرج أهالي سيدي بوزيد في مظاهرات سلمية تجوب الشوارع الرئيسية للمدينة مرددين شعارات من قبيل "يا سجين لا تهتم.. الحرية تفدى بالدم" و"شادين.. شادين "متمسكون" في سراح الموقوفين" وأخرى معادية لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة.
وعمت الاحتجاجات كذلك مدن وقرى "منزل بوزيان" و"العمران" و"المكناسي" التي اندلعت فيها احتجاجات إجتماعية وصفها مراقبون بأنها شبيهة بتلك التي كانت مقدمة لثورة 14 يناير التي أطاحت ببن علي.
واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق حركات الاحتجاج.
وأعلنت مجموعة بينها شيوخ طاعنون في السن عن شروعها في إضراب جوع مفتوح حتى إطلاق سراح الموقوفين.
وامتد إضراب الجوع ليشمل نوابا بالتأسيسي، إذ دخل 3 نواب من المحافظة في إضراب مفتوح عن الطعام تضامنا مع الأهالي، واحتجاجاً على حملة الاعتقالات.
وقال محمد إبراهمي أمين عام حركة الشعب، الثلاثاء، إنه قرر صحبة أحمد الخصخوصي، أمين حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، ومحمد الطاهر إلاهي "مستقل" الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، لـ"التنديد بأسلوب السلطة التونسية في تعاطيها مع الاحتجاجات الإجتماعية في محافظة سيدي بوزيد، وبقية المدن والقرى التونسية".
وفي ظل غياب أي مبادرة سياسية من شأنها "تنفيس حالة الاحتقان" التي تعيشها محافظة سيدي بوزيد يبدو أن الوضع مرشح لمزيد من التشنج خاصة أن نشطاء الإتحاد العام التونسي للشغل الذين يتمتعون بتأثير كبير أعلنوا تمسكهم بمواصلة الضغط على الحكومة عبر التظاهر والاحتجاج بعد أن فقدوا "ثقتهم" في الوعود.
يشار إلى أن الإضرابات شملت مختلف القطاعات، واستجاب لها على وجه الخصوص قطاع التعليم الثانوي، الذي لم تقف الإضرابات فيه عند سيدي بوزيد بل انتشرت في أكثر من مكان "العيون بمحافظة القصرين، العروسة بمحافظة سليانة، الحمامات بمحافظة نابل".
ويقول مراقبون إن موجة الاحتجاجات قد تتوسع إلى قطاعات مختلفة في ظل ارتفاع الأسعار المشط وتباطؤ الحكومة في توفير مواطن العمل اللازمة لمئات الآلاف من العاطلين.
وقد أعلنت الحكومة عن سلسلة من المشاريع الكبرى، إلا أنها لم تبدأ بالتنفيذ بعدُ، ما جعل الجهات الداخلية المُفقّرة التي كانت تنتظر حلولا عاجلة تشرع في الانتفاض.
ويقول المراقبون إن الإضرابات، التي يُتوقع أن تتسع دائرتها لتشمل محافظات كثيرة، تمتزج فيها المطالب الاجتماعية بالمطالب السياسية في ظل تمسك النهضة بالاستمرار في الحكم رغم إمضائها على وثيقة مُلزمة تحدد الفترة الانتقالية بعام واحد، أي يوم 23 تشرين الأول الحالي.
وتبحث أحزاب وشخصيات مستقلة عن تشكيل حكومة توافق وطني تتولى التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية تنهي المرحلة الانتقالية وتؤسس للفترة الدائمة، لكن النهضة والتحالف الذي تقوده يتمسكان بالاستمرار في السلطة إلى حين انتهاء المجلس التأسيسي من إعداد الدستور، والمصادقة على قوانين تؤمّن إجراء الانتخابات.
ويتهم خصوم النهضة الحركة بأنها تتعمد تعطيل أشغال التأسيسي بإثارة قضايا جانبية كثيرة لمنع إثارة القضايا الضرورية.
وتتسع دائرة رفض سياسات الحكومة وأسلوبها في إدارة الملفات لتشمل قطاعات مهمة بينها قطاع الإعلام الذي يشهد إضرابيْ جوع "في صحيفتيْ الصباح والسور" احتجاجا على تدخل الحكومة في السياسات التحريرية وتعيين المسؤولين، فضلا عن عدم تحسين وضع العاملين بالقطاع المصدر : http://www.alarab.co.uk/index.asp?fn...x&ts=3-10-2012 9:56:54