قضية عشيقة مدير الــ «سي.آي.إيه» التحقيق يقود الأمريكان الى... ليبيا وأفغانستان

تعقدت قضية «عشيقة مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية ديفيد بترايوس» وانتقلت تداعياتها الى أفغانستان وليبيا وفجرت فضيحة أخرى .


هذه الفضيحة قد تورط قائد القوات الامريكية في أفغانستان كما أنها قد تقلب التحقيق في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي
وكانت العشيقة بولا برودويل أكدت أن القنصلية الأمريكية في بنغازي كانت تأوي معتقلين ليبيين سعى المهاجمون لتحريرهم وذلك رغم وجود أمر رئاسي أمريكي يمنع احتجاز معتقلين داخل المقرات الديبلوماسية.
وبعد ليبيا انتقلت تداعيات الفضيحة الى أفغانستان بما أن العشيقة وجهت رسائل تهديد (بسبب الغيرة) الى امرأة يشتبه في اجرائها اتصالات «غير لائقة» مع قائد القوات الأمريكية في أفغانستان.

الــ «سي آي إيه» تنفي

نفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الليلة قبل الماضية أن يكون موظفوها قد احتجزوا في ليبيا مسلحين في بنغازي قبل الهجوم على القنصلية الأمريكية هناك. وكانت بولا برودويل مؤلفة سيرة مدير الوكالة السابق دافيد بتريوس وعشيقته، قد عزت الهجوم الى محاولة مسلحين ليبيين تحرير عدد من رفاق لهم احتجزوا بملحق بالقنصلية تابع لـ«سي آي أيه».
وقال بريستون غولسون الناطق باسم الوكالة ان أية افتراضات بأن «سي آي إيه» تواصل احتجاز المعتقلين تعتمد على معلومات خاطئة.

ويثير توقيت التصريحات تساؤلات، خاصة وأن برودويل تحدثت عن الهجوم على القنصلية في بنغازي الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة دبلوماسيين آخرين، الشهر الماضي خلال لقاء أجرته في جامعة دينفير. لكن الوكالة لم تنفي هذه المعلومات الا بعد الكشف عن العلاقة العاطفية بين برودويل وبتريوس واستقالة الأخير من منصب مدير الوكالة يوم الجمعة الماضي.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اصدر عام 2009 أمرا يمنع وكالة الاستخبارات المركزية من احتجاز معتقلين.

وفرضت فضيحة بتريوس ( 60 عاما)، عدد من التساؤلات بشأن احتمالية حدوث اختراقات على عدد من الأصعدة، منها الأمن القومي والسياسة.

تحقيق في كابول

من جهة أخرى أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أمس، أن الوزارة فتحت تحقيقا مع الجنرال جون ألين قائد القوات الأمريكية في أفغانستان للاشتباه بأنه أقام «اتصالات غير لائقة» مع امرأة على علاقة بفضيحة ديفيد بتريوس مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية الذي استقال يوم الجمعة الماضي بسبب علاقة عاطفية خارج نطاق الزواج.
وقال وزير الدفاع ليون بانيتا أن البنتاغون بدأ التحقيقات بعد أن أخبره مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن ألين بعث برسائل الكترونية «غير لائقة» الى المرأة. وأضاف المسؤولون أن ألين الذي ينفي ارتكابه أية خروقات، سيواصل عمله في منصب قائد القوات الأمريكية في أفغانستان خلال التحقيقات.

وأوضح مسؤولون في البنتاغون ان «الاتصالات غير اللائقة» المزعومة التي أقامها ألين كانت مع جيل كيلي، المرأة التي قيل إنها تلقّت تهديدات عبر رسائل الكترونية، من بولا برودويل، المرأة التي كان بتريوس يقيم معها علاقة خارج نطاق الزوجية.

وقال مسؤول رفيع المستوى ان المحققين يدرسون أكثر من 30 ألف صفحة من الرسائل التي تبادلها ألين وكيلي في الفترة بين 2010 و2012. ورفض المسؤول الكشف عما اذا كان مضمون الرسائل يشير الى علاقة عاطفية بين الاثنين أوالى تسريب معلومات سرية تجدر الاشارة الى أن كيلي متزوجة وهي تعمل دون أجر في قاعدة ماكديل الجوية في فلوريدا، والتي تعد مقرا للقيادة المركزية.

وكان عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي قد أجروا أمس الأول عملية تفتيش لمنزل برودويل (40 عاما) بمنطقة «شارلوت» بنورث كارولاينا.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصدر أمني أنهم كانوا يبحثون عن وثائق سرية من المحتمل أن تحصل عليها برودويل من بتريوس. وبث قنوات أمريكية لقطات تظهر العملاء وهم يخرجون من المنزل مع علب كرتونية

وقالت مصادر حكومية مطلعة على مجرى التحقيقات ان غيرة برودويل قادت لكشف علاقتها السرية بمدير «سي.آي.ايه»، بارسالها رسائل تهديد عبر البريد الالكتروني لامرأة أخرى تدعى جيل كيلي، (37 عاما) تعتبر هي وزوجها من أصدقاء أسرة بتريوس.

وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أحال قضية ألين الى البنتاغون يوم الأحد، مضيفا أنه أمر بفتح تحقيق أول أمس الاثنين..
وتابع بانيتا أنه على الرغم من أن ألين سيستمر في منصبه الا أنه طلب تعليق ترشيح الجنرال لمنصب قائد قوات حلف الناتو في أوروبا. وأشاد الوزير بنتائج عمل الين في أفغانستان، مشيرا الى دوره البارز في الحرب مع حركة طالبان.

وكان من المفترض أن يقر مجلس الشيوخ الأمريكي أمس ترشيح الين لقيادة قوات الناتو في أوروبا، ليتولى منصبه الجديد في بداية العام القادم.