بعد مقتل ليبي إثر شجار مع تونسيين:مسلّحون ب«الزنتان» يحتجزون عشرات التونسيين ويهدّدون بتصفيتهم نشر في التونسية يوم 26 - 11 - 2012
شنّ مسلحون ليبيون ينتمون لمدينة «الزنتان» حملة اعتقالات واختطاف واسعة استهدفت عشرات التونسيين العاملين بالمدينة انتقاما لمقتل احد الليبيين عن طريق الخطإ على يد 3 تونسيين بعد ان اشتبك معهم محاولا مفاحشة احدهم تحت التهديد بالسلاح. وفي هذا الاطار اكد ابن احد المحتجزين في مدينة الزنتان ل«التونسية» ان مسلحين بالمدينة احتجزوا ما يقارب 50 او 60 تونسيا اغلبهم اصيلو منطقة «نصر الله» من ولاية «القيروان» بعد مقتل احد الليبيين على يد 3 تونسيين عن طريق الخطإ. وأوضح المتحدث ان الضحية اراد الاعتداء على احدهم بالمفاحشة تحت التهديد الا ان الأخير تصدى له بمساعدة اثنين من اقاربه لثنيه عن فعلته لكنه اصر على بلوغ مقصده, فقام باطلاق عيار ناري في الهواء لبث الرعب في قلوبهم وجعلهم يرضخون له, لكن لم يكن له ما أراد وإثر ذلك قام احد التونسيين بدفع الليبي ليسقط ارضا فاصطدم رأسه بصخرة كبيرة, مما احدث له جرحا غائرا على مستوى الرأس, فاستشاط الليبي غضبا وأطلق عددا من الاعيرة النارية صوب التونسيين دون وقوع اصابات. وأضاف محدثنا: «نظرا لخطورة الإصابة التي تعرض لها الليبي فانه فقد الوعي, ليقوم ثلاثتهم بتقييده الى جذع شجرة لتأمين هروبهم». اعتقالات عشوائية وأبرز محدثنا انه في اتصال دائم مع والده الذي تمكن من الافلات من ايدي المسلحين , واستنجد باحد اصدقائه في المدينة واختبأ في منزله تجنبا لبطش وغضب اقارب الضحية, مشيرا الى ان العناصر المسلحة تلقت خبر وفاة قريبهم فقامت بتمشيط المدينة بحثا عن كل تونسي للانتقام منهم وذلك من خلال التدقيق في جوازات السفر والوثائق المصاحبة لكل عامل اجنبي , وابرز ان هذه العناصر اعدت مراكز احتجاز في مرحلة اولى ثم قامت بزج التونسيين المقبوض عليهم فيها, وتوعدتهم بسوء العاقبة اذا لم يعترفوا بمرتكبي جريمة القتل غير العمد حسب تعبير محدثنا. 48 ساعة وينتهي كل شيء وبيّن محدثنا ان العناصر المسلحة امهلت الجالية التونسية بالمدينة 48 ساعة فقط لتقديم الجناة, او تصفيتهم جسديا, وعبر محدثنا عن استيائه الشديد بسبب انقضاء المدة التي حدّدها المسلحون باعتبار ان الاحداث اندلعت يوم الجمعة الماضي معبرا عن تخوفه الشديد على مصير التونسيين في المدينة المذكورة, خاصة أن هواتفهم مغلقة. تهديد ووعيد وذكر محدثنا انه يعرف المحتجزين شخصيا باعتباره كان احد العاملين في مدينة الزنتان إلا انه غادرها منذ مدة طويلة, مضيفا أن احد المحتجزين (رب عائلة) اتصل هاتفيا بعائلته في ولاية القيروان للاطمئنان عليهم وإعلامهم بما حدث لهم, لينقطع بعد ذلك الخط, وأنه عاود الاتصال بهم ثانية إلا ان المتصل لم يكن والدهم وفوجئوا بصوت غريب عليهم يخبرهم انه ليبي الجنسية وان والدهم رهن الاعتقال ومهدد بالموت في أية لحظة انتقاما لمقتل احد الليبيين لينقطع الخط مرة ثانية, ورغم محاولة العائلة الاتصال به مجددا فإن مساعيهم باءت بالفشل فانتابتهم حالة من الفزع والخوف على مصيره. محاولة قتل فاشلة وأبرز محدثنا ان احد التونسيين في المدينة نجا باعجوبة من محاولة اغتيال على يد مسلحين أصيب على اثرها برصاصة في ساقه, ليجد نفسه في المستشفى الذي يقع تحت سيطرة المجلس العسكري. وبين محدثنا ان عائلات المحتجزين اقاموا مراسم عزاء لاقاربهم في ولاية القيروان بعد ان انقطعت اخبارهم وبعد انقضاء المهلة المقدمة من قبل المليشيات المسلحة الليبية التي اغلقت المنافذ وطوقت المدينة لمنع هروب التونسيين. نداء استغاثة وأطلق محدثنا على لسان اهالي المحتجزين نداء استغاثة الى السلطات التونسية للتدخل وفض الاشكال لانقاذ حياة التونسيين, مضيفا ان العائلات كلفته بهذه المهمة بسبب عدم درايتها بمثل هذه الامور بحكم ضحالة مستوى تعليم أفرادها. وأبرز محدثنا ان المتورّطين في مقتل الليبي عن طريق الخطإ اجتازوا الحدود سيرا على الاقدام ودخلوا التراب التونسي ليلا خشية ردة فعل الليبيين, مضيفا انهم هاتفوا اقاربهم هناك لاعلامهم بما حدث ولتحذيرهم من غضب المليشيات المسلحة الا ان الكثيرين لم يعيروا هذا التحذير اي اهتمام.