عدد المساهمات : 59 نقاط التميز : 65 تاريخ التسجيل : 13/04/2012 العمر : 44
موضوع: أمثال القرآن الكريم الجمعة 1 فبراير - 17:40
أمثال القرآن الكريم
يقول الامام السيوطي [size=21]رحمه الله في كتاب الاتقان في عل[size=21]وم القران :[/size]
أفرده بالتصنيف الإمام الحسن الماوردي من كبار أصحابنا . [/size]
قال تعالى : ولقد ضربنا للنا[size=21]س في هذا القرآن من كل مثل [ الروم : 58 ] . وقال تعالى : وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون [ العنكبوت : 43 ] . .
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن القرآن نزل على خمسة أوجه : حلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ، فاعملوا بالحلال ، واجتنبوا الحرام ، واتبعوا المحكم ، وآمنوا بالمتشابه ، واعتبروا بالأمثال . ( رواه الامام البيهقي في شعب الايمان )
قال الماوردي : من أعظم علم القرآن علم أمثاله ، والناس في غفلة عنه لاشتغالهم بالأمثال ، وإغفالهم الممثلات ، والمثل بلا ممثل كالفرس بلا لجام ، والناقة بلا زمام .
وقال غيره : قد عده الشافعيمما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن ، فقال : ثم معرفة ما ضرب فيه من الأمثال الدوال على طاعته ، المبينة لاجتناب معصيته .
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : إنما ضرب الله الأمثال في القرآن تذكيرا ووعظا ، فما اشتمل منها على تفاوت ثواب أو على إحباط عمل أو على مدح أو ذم أو نحوه فإنه يدل على الأحكام .
وقال غيره : ضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور كثيرة : التذكير والوعظ ، والحث ، والزجر ، والاعتبار ، والتقرير ، وتقريب المراد للعقل ، وتصويره بصورة المحسوس ، فإن الأمثال تصور المعاني بصورة الأشخاص لأنها أثبت في الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس ، ومن ثم كان الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجلي ، والغائب بالمشاهد .
وتأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر ، وعلى المدح والذم ، وعلى الثواب والعقاب ، وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره ، وعلى تحقيق أمر أو إبطاله ، قال تعالى : وضربنا لكم الامثال [ إبراهيم : 45 ] . فامتن علينا بذلك لما تضمنه من الفوائد .
قال الزركشي في البرهان : ومن حكمته تعليم البيان ، وهو من خصائص هذه الشريعة .
قال الزمخشري : التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعاني ، وإدناء المتوهم من الشاهد ، فإن كان الممثل له عظيما كان المتمثل به مثله ، وإن كان حقيرا كان الممثل به كذلك .
وقال الأصبهاني : لضرب العرب الأمثال واستحضار العلماء النظائر شأن ليس بالخفي في إبراز خفيات الدقائق ، ورفع الأستار عن الحقائق ، تريك المتخيل في صورة المتحقق والمتوهم في معرض المتيقن ، والغائب كأنه مشاهد .
وفي ضرب الأمثال تبكيت للخصم الشديد الخصومة ، وقمع لسورة الجامح الأبي ، فإنه يؤثر في القلوب ما لا يؤثر وصف الشيء في نفسه ، ولذلك أكثر الله تعالى في كتابه في سائر كتبه الأمثال ، ومن سور الإنجيل سورة تسمى سورة الأمثال ، وفشت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام الأنبياء والحكماء .[/size]