"إنقاذ البلاد أهمّ من إنقاذ " الترويكا "أكد امس رئيس الحكومة «حمادي الجبالي» في حوار اجرته معه قناة «العربية»،
ان قراره بتشكيل حكومة كفاءات وطنية من المزمع تنفيذه خلال الايام القليلة
القادمة، قائلا: «سيتم تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية خلال الايام القليلة
القادمة إن شاء الله لان الوضع لا يمكن ان يحتمل اكثر من ذلك».
وقال «الجبالي» ان الازمة او «المأزق الذي وقعت فيه البلاد لا تتحمل
مسؤوليته حكومة «الترويكا» فحسب وانما على الاحزاب السياسية ان تتحمل
مسؤوليتها في ما آلت اليه الاوضاع اليوم،موضحا ان البعض يعمد الى تحويل
وجهة الصراع والمعركة الحقيقية من صراع لانجاح الثورة الى كيفية خلق نوع من
الصراع وبث بذور الفتنة بين رئيس الحكومة وبين حزبه،كما شدد «الجبالي»
تمسكه بمبادرته التي تنص على ضرورة تشكيل حكومة كفاءات وطنية او حكومة
«تكنوقراط»،مبينا ان هذا القرار «ليس موجها للاحزاب وانما هو موجه لتونس
ككل»-حسب قوله-.
و تساءل رئيس الحكومة ما إذا كان هناك أي بديل قادر على اخراج البلاد من
براثن الازمة،موضحا ان مبادرته تقررت يوم مقتل الشهيد «شكري بلعيد» حيث
كادت البلاد ان تسقط في شرك العنف والعنف المضاد، مضيفا: «لا يمكن ان نبقى
مكتوفي الايدي وننظر الى بلادنا وهي تسقط في مستنقع العنف والفوضى».
وبين «الجبالي» انه طلب النصح والمشورة في قراره هذا، متابعا: «لقد أرسلت
الى كل الاطراف ودون استثناء طلب المشورة والنصح ووضعت أربعة مقاييس
لاختيار الوزير...هي مشورة ونصح ورئيس الحكومة هو الذي سيشكل هذه الحكومة».
إذا عارضت «النهضة...»وأعرب «الجبالي عن تفاؤله من ان تتفهم كل الاطراف وعلى رأسهم حركة «النهضة»
ما دفعه الى اتخاذ هذه المبادرة،مبينا انه في حال رفضت «النهضة» مبادرته
هذه وعارضتها فانه سيصارح الشعب ويقول له بانه عجز عن تكوين حكومة
«تكنوقراط» وسيتقدم بالاستقالة ليقع اختيار بديل له ليترأس الحكومة.
«لست حريصا على الحكم الآن وسأساند أي رئيس آخر»
و في اجابة عن كيفية تشكيل رئيس حكومة متحزب لحكومة مستقلين وترؤسها
والضمانات الكفيلة بعدم تسييسها، قال «الجبالي»: «أعطيت الضمانات الا اترشح
وكل من معي الى الانتخابات القادمة واضع نفسي ومصداقيتي في الميزان.. أضع
نفسي على ذمة هؤلاء المعترضين على رئاستي لهذه الحكومة لأذهب إلى راحة
استحقها على ما أظن فأنا لست حريصا على الحكم الآن وسأساند أي رئيس حكومة
أخر».
وأضاف «الجبالي»: «لن اغادر حركة «النهضة» الا اذا اخرجتني..فاذا اخرجني
حزبي سأكون حقيقة حزينا ولكن سأبقى دائما وفيا لهذا الشعب العظيم».
«استقالة نواب «المؤتمر» لن تعيقني»كما بين «الجبالي» ان استقالة نواب «المؤتمر» لن تعيقه عن تشكيل هذه
الحكومة التي ستشكل من دون وزراء حزبيين ،مفسرا ان استقلالية الوزراء لا
تعني انهم غير قادرين على تسيير وزاراتهم وان العكس هو الصحيح .
كما شدد «الجبالي» التاكيد على ضرورة الاسراع في اجراءات التحقيق لمعرفة
الحقيقة في قضية اغتيال الشهيد «شكري بلعيد»، مقرا ان كل اطياف الشارع
التونسي وابناء شعبه ضد العنف السياسي وضد ظاهرة الاغتيال التي لم يتعود
عليها.