عشــرات المنحرفين يهــــاجمون السكان ويعيثون في البيوت فسـادا:ليلة رعب في حيّ النزهة بالمروج محاولة خطف بنتبكلمات امتزجت بالدموع، قالت السيدة فاطمة الجبالي (مطلقة وأم لـ 3 بنات
وطفل) لـ«التونسية»، ان مجموعة من المنحرفين من «حي النور» جرّوا ابنتها،
16 سنة، من شعرها في محاولة لإخراجها من البيت وخطفها، الامر الذي اثار
رعبها فتوسلتهم ترك فلذة كبدها واخذ أي شيء من البيت. وأضافت السيدة فاطمة
انهم استولوا على دراجة ابنها وبعض الاثاث من المنزل بعد أن قاموا بتهشيم
التلفزة والأريكة وكسر زجاج النوافذ وتحطيم قفل الباب الرئيسي للمنزل.
وأشارت السيدة فاطمة ان الاهالي سبق ان أعلموا الامن بأعمال متساكني «حي
النور» الذين أعتادوا الاعتداء عليهم إلا أنهم لم يتدخلوا للحد من هذه
الهجمات المتكررة والتي تسارعت وتيرتها في الأيام الثلاثة الأخيرة وبلغت
ذروتها ليلة اول أمس على حدّ قولها.
المطالبة بتوفير الأمنمن جانبه أكد السيد وليد بوجمعة، ان المنحرفين وعندما لم يتمكنوا من خلع
الباب الرئيسي والدخول لمنزله، قاموا بتهشيم بلور سيارته بعد خلعهم
للمستودع التي كانت بداخله،كما قاموا بسرقة بعض المعدات التي كانت موجودة
هناك على حد قوله. وأشار بوجمعة ان الظلام الدامس الذي يغرق فيه الحي ساعد
هؤلاء المنحرفين على تنفيذ هجمتهم. وطالب في هذا الصدد السلطات المعنية
بتزويد هذا الحي بالكهرباء مؤكدا في الوقت ذاته ان المتساكنين تقدموا عديد
المرات بشكاوى للجهات المختصة لإنارة الحي الا ان مطالبهم لم تلق استجابة
بعد. كما دعا الى انشاء مركز أمن لهذا الحي.
أما الحاجة حليمة بن سالم التي كانت تجلس على كرسي وسط الطريق ويداها
مرفوعتان الى السماء داعية الله ان ينزل الهداية والمحبة على الجميع وان
يستر الله هذه البلاد التي انعدم فيها الأمن بعد الثورة على حد تعبيرها
قائلة «نحن جميعا مسلمون وإخوة... فلماذا كل هذه العداوة؟ مؤكدة انها لم
تتمكن من النوم من هول الفاجعة التي عاشتها ليلة أول أمس. وطالبت الحاجة
بضرورة توفير الامن لهذا الحي الذي نادرا ما تمر به دورية أمنية.
وهو الشيء نفسه الذي قاله لنا الشيخ علي الدريدي مؤكدا انه يعيش رفقة زوجة
ابنه في حالة دائمة من الرعب والهلع خوفا من بطش المنحرفين الذين تعودوا
الاعتداء على هذا الحي غير عابئين برجال الامن على حد قوله.
ومن جهته قال أمين احد متساكني الحي المتضرر ان رجال الأمن لم يتدخلوا على
الفور لايقاف المعتدين رغم اعلامهم بهذه الجريمة التي تعد الأهم من نوعها
من حيث عدد المشاركين وتنوع الفئات العمرية لهم، مؤكدا في نفس السياق انه
سبق ان تعرضوا في عدة مناسبات لمثل هذه الجريمة غير أنها لم تكن بنفس
الحدّة على حد قوله.
أصل الحكايةوعن اسباب هذا الاعتداء، قال لنا الشيخ محمود «اصل الحكاية تعود الى اننا
قمنا ننهي بعض الشباب من متساكني «حي النور» الذين تعودوا المرور من هذا
الحي للوصول الى محطة المترو للقيام بعمليات «براكاج» وسرقة ونهب للركاب،
لان هذا من شأنه ان يجلب الشبهة لابنائنا والحاق التهم بهم، وهو الشيء الذي
اثار حفيظتهم وغضبهم فأرادوا الانتقام منّا».
وقفة احتجاجيةو اكد لنا الشيخ محمود ان أهالي حي النزهة سينظمون وقفة احتجاجية، اليوم
او غدا امام مقر الولاية، للمطالبة بتوفير الامن وحمايتهم من المنحرفين
الذين تعودوا على الحاق اضرار مادية ومعنوية بهم ، على حد تعبيره.
الأمن على الخطالسيد عادل رئيس مركز الكبارية الذي يتبع له حي «النور» قال لـ«التونسية»
ان المركز سيقوم بتوفير الامن لهذا الحي والقيام بعدة دوريات لتمشيط المكان
ومحاولة القبض على الجناة حتى لا تتكرر الهجمة مرة أخرى. كما أكد محدثنا
ان أعوان المركز تحولوا على الفور الى عين المكان عند علمهم بالحادثة
مشيرا الى ان سيارات الشرطة بقيت رابضة به الى حد هذه اللحظة (عشية أمس).
ومن جهته صرح الناطق باسم الإدارة العامة للأمن الوطني في وزارة الداخلية
انه تم إيقاف مساء الحادثة 6 منحرفين من المجموعة المتورطة في عمليات السطو
والسرقة التي تعرض لها عدد من متساكني الحي وإدراج عدد آخر في قائمة
التفتيش بهدف إلقاء القبض عليهم.