نادل سابق بقصر قرطاج يروي تفاصيل مثيرة :المخلوع كان يحتفط بأفعتين..
نسرين تتجول عارية في جناحها.. وصخر الماطري “وحش في ثوب إنسان” أسرار قصر قرطاج خلال الفترة»النوفمبرية» مازالت لم تكشف بعد وفي كل يوم
نكتشف»غريبة» جديدة يرويها أحد ممن كانوا يعملون في بلاط المخلوع وليلاه..
وشادي بن عبد الجليل مازني المولود سنة 1976 بعين دراهم هو أحد العاملين
سابقا بالقصر التقيناه ليسرد لنا أسرار جديدة لم تكشف بعد عما كان يدور
داخل القصر ونمط عيش عائلات بن علي والطرابلسية والماطري.
يقول شادي أنه بينما كان عائدا خلال شهر جانفي 2005 الى محل سكناه بعين
دراهم بعد أن أتم عمله بأحد نزل المدينة فوجئ بسيارة فاخرة راسية
أمام المنزل وكان على متنها مجموعة من الأشخاص يجهل هوياتهم، وباقترابه من
السيارة طلب منه راكبوها الصعود فامتنع طالبا منهم الكشف عن هوياتهم الا
أنهم امتنعوا عن ذلك وأمام إصرارهم وافق شادي لكن شرط أن يكون ذلك بحضور
والده فكان له ما أراد.
استجواب
وبصعوده إلى السيارة بدأ أحد الأشخاص فى استجوابه وطرح بعض الأسئلة عليه
وتدوين اجاباته.. يقول شادي:»كانت أسئلة غريبة ومن بين ما طرح عليّ سؤال
يتعلق بعدد أفراد أسرتي المتوفين وأبنائهم وهل لديك أقارب أو أصدقاء من
أتباع التيار الإسلامي وكم يبلغ عدد أفراد أسرتك العاملين بالخارج ومن هم
أزواج عماتك وخالاتك الى غير ذلك من الأسئلة التي دام طرحها نحو ساعة».
هذا الاستجواب أدخل الرعب والقلق فى قلب شادي الذي اتصل مباشرة بأحد أقاربه
العامل بسلك الأمن فكانت اجابته «ماثمة حتى شي برة روح على روحك».
الحلم
وفي أواخر نفس الشهر تسلم شادي مراسلة بريدية مرسلة من المصلحة العامة
لشؤون العاملين برئاسة الجمهورية تدعوه للحضور بالمصلحة المذكورة لإجراء
اختبار للعمل بدار الضيافة بقصر قرطاج حنبعل فاستنتج محدثنا أن من قاموا
باستجوابه ليسوا إلا أعوان فرقة الإرشاد الرئاسي. في الموعد المحدد تنقل
شادي إلى العاصمة.. ومنها إلى المصلحة المذكورة حيث أجرى الاختبار المطلوب
بنجاح وتم إعلامه أنه سيباشر العمل فكانت فرحته لا توصف كما قال خاصة وأنه
وجد أخيرا عملا قارا.. ومع من؟؟ مع أعلى سلطة في البلاد.. مع الرئيس بن علي
ليحلم بمرتب شهري مرتفع يقيه حياة الفقر والخصاصة التي كان يعيشها مع
أفراد أسرته بعين دراهم.. ولكن هذا الشاب لم يكن يعلم كما قال ما تخفيه له
الأيام ومن هنا انطلقت مأساته التي دامت أكثر من سنتين ذاق فيهما كل أنواع
الذل والإهانة.
من دار الضيافة إلى قصر الرئاسة
باشر شادي عمله بالمطبخ الرئيسي بدار الضيافة الذي يقوم بتزويد كل العاملين
برئاسة الجمهورية بالوجبات الغذائية حيث تعرف على رمزي بوراسي الذي كان
يقدم له الدعم والنصيحة ويحذره دائما من عدم الكلام والثرثرة وبعد مرور عدة
أشهر تم الاتصال به لإعلامه بضرورة الالتحاق بالإدارة العامة وهناك أعلم
أنه سيباشر عمله الجديد بقرطاج الرئاسة تحت إشراف علي الدراجي مدير الخدمات
وتتمثل مهمته في تقديم المشروبات والماء إلى الوزراء والسفراء ومن لهم
مواعيد لمقابلة الرئيس المخلوع.. فبدأ حلم شادي يكبر شيئا فشيئا رغم أنه
كان يتقاضى مرتبا شهريا لا يتعدي 360 دينارا.
.. ومرت بسلام
عن هذه المغامرة الجديدة يقول شادي أنه منذ اليوم الأول لعمله بقصر قرطاج
طلب منه التركيز مع الأصوات التي تصله عن طريق الهاتف لمعرفة هوية المتصل
دون سؤاله السؤال المعتاد ألا وهو من معي..
وفى اليوم الثاني وجد نفسه وجها لوجه مع الرئيس المخلوع داخل مكتبه مع باقي
أعضاء الحكومة فكان المسكين يرتجف من شدة الخوف خاصة وأنه كان يحمل طبقا
بين يديه لتقديم قهوة الصباح للمخلوع لكن العملية مرت بسلام… ومضت الأيام
والأشهر وأصبح شادي محبوبا لدى الجميع من رجال أمن وموظفين وعاملين وخاصة
من عبد القادر العرفاوي الذي يقول شادي أنه وقف إلى جانبه كثيرا.
إهانات وذل داخل القصر
بعد ذلك تمت نقلة شادي هذه المرة للعمل داخل القصر ولكن بجوار مكتب المخلوع
وبالتحديد بالجناح المخصص لصخر الماطري وزوجته نسرين فباشر عمله الذي
اكتشف خلاله أن صخر الماطري»الوحش في ثوب انسانب ذ – لم يسلم من السب.
كانت تعليمات صخر الماطري للعاملين واضحة.. يمنع الدخول أو حتى الاقتراب من
جناح نسرين فظن شادي ان هذا الإجراء اتخذه الماطري غيرة على زوجته لكن
العكس هو الذي حصل اذ يقول محدثنا بأنه ذات صباح وبينما كان يحمل قهوة
المخلوع فوجئ بنسرين تتجول عارية تماما ببهو القصر فبلغ الأمر إلى مسامع
صخر الماطري الذي عوض أن يعيب على زوجته سلوكها غير الأخلاقي قام بشتم شادي
ونعته بأبشع النعوت وحاول صفعه ومن ذلك اليوم أصبح محدثنا العدو رقم واحد
لصخرالماطري الذي يقول عنه شادي أنه كان يخفي الوجه الحقيقي لشخصيته بآداء
صلاة الفجر بجامع العابدين حتى يجلب محبة الناس لا أكثر ولا أقل.
أفعتان في القصر
ومن الطرائف التي رواها لنا شادي أنه كانت توجد في القصر أفعتان موضوعتان
فى قفصين من البلور طول الواحدة منهما يبلغ مترا و20 صم تم نقل واحدة منهما
الى دار السلام فيما بقيت الثانية بالقصر وكان محدثنا يذهب كل ثلاثة أيام
إلى معهد باستور على متن سيارة فاخرة ليحضر لها فأرين أو ثلاثة وذلك بعد
إجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
طرد.. وعودة إلى البيت
الراتب الشهري لشادي بقي عند عتبة الـ 360 دينارا رغم الإهانة والذل والشتم
والمعاناة اليومية مع صخر وسيرين وهو ما تسبب في تدهور حالته الصحية حتى
أصبح يعاني من مرض الأعصاب فى المعدة وذلك بشهادة دكاترة مختصين بالمستشفي
العسكري ومستشفى قوات الامن الداخلي بالمرسى فقدم في شهر أكتوبر 2007
استقالته ولكنها رفضت غير أنه بعد شهرين فقط تم طرده بأمر من صخر الماطري
ليعود من حيث أتى الي مسقط رأسه عين دراهم ورغم محاولاته العديدة والمتعددة
لايجاد شغل الا أن كل الأبواب كانت ولا تزال موصدة في وجهه لأسباب لا تزال
مجهولة.
شادي اليوم متزوج وله رضيعة وحالته الاجتماعية قاسية جدا وهو لا يطلب من
رئيس الجهورية الحالي سوى التدخل لارجاعه إلى سالف عمله خاصة وأنه عاني
الأمرين بقصر قرطاج وان كانت دموعه التي سقت أجنحة قصر قرطاج قادرة على
الشهادة لشهدت وروت كل ما تعرض له من قهر واهانة.