انتحار المدون : كريم العليمي : صيحة فزع... ضد اليأس والاحباط الإثنين 25 جوان 2012 الساعة 14:56:56 بتوقيت تونس العاصمة كريم
العليمي شاب يبلغ من العمر 29 سنة قرر أن يترك الحياة ليشنق نفسه تاركا
ألما كبيرا لدى أصدقائه المدونين وكل من عرفه من العالم الافتراضي
الفايسبوك. ربما ما زاد من عذاب الفراق أن أصدقاءه ظنوا بأن «كريم» يمزح ولن يفعلها
وكتبوا تعاليق تحت وصيته جاءت أحداها كالتالي «كريم يزى من تفدليك، نعرفوك
تحب الحياة» ولكن لم يكن «تفدليك» بل كان «موتا حقيقيا».
تحت صورة كريم العليمي كتب تعليق حزين على فراق هذا الشاب وهو «كريم
العليمي مدون تونسي وناشط ثوري ميداني عمره 29 سنة أعلن على حسابه أنه قرر
الانتحار وشبابنا ينتحر من اليأس والقهر والاحباط، الى قتلونا وسرقونا
وشردونا عايشين وأحنا نموتوا».
المدونون يصرخون كتب أحد المدونين وهو من أصدقاء «كريم» لقد كان يحارب نظام بن علي باسمه الحقيقي ومن أرض الواقع دون خوف ولكن الوضع السياسي دمره.»
الانتحار اليأس والفراغ والمشاكل الاجتماعية جعلت من بعض شبابنا يفكرون في
الانتحار كحل لهذه المشاكل تاركين نقاط استفهام حول وفاتهم وكريم العليمي
ابن 29 ربيعا انتحر شنقا رغم ان الحياة مازالت أمامه بايجابياتها وسلبياتها
اضافة الى جريح الثورة الذي قرر ان يترك ابنته الصغيرة وأمه الثكلي
مستعملا عقاقير الدواء لينتحر تاركا ألما لدى عائلته التي مازالت تحتاجه.
أين الحكومة... شباب ينتحر ورسائل وداع تنشر في الفايسبوك دون ان تحرك الحكومة ساكنا
وتتخذ اجراءات حازمة لايقاف هذه المهزلة فأن يتحرك وزراء الحكومة من أجل
صورة نشرت في معرض بالسينغال وتقوم الدنيا وتقعد على صور مزيفة ولم نر أي
مسؤول حكومي يستنكر عملية انتحار الشباب هنا نتساءل أليس شبابنا أهم من صور
غير موجودة أصلا؟ أما أحزاب المعارضة فحدث ولا حرج لم نر أي بيان استنكار
لحادثة انتحار كريم العليمي هذا الشاب الذي دفع الكثير من أجل الثورة فلم
يخف من سلطة بن علي آنذاك ولكنه خاف على وضع البلاد وانتحر.
عماد رقيق أستاذ علم النفس «صيحة فزع» ما حصل للمدون الذي انتحر هي مأساة بأتم معنى الكلمة ولأنه متعلق بشدة
بالعالم الافتراضي خلق لديه فراغا كبيرا وخاصة فيما شهدته البلاد من عنف
وبروز للتيار السلفي وبما أنه ضد هذه الأفكار وهو المدون الذي دعا دوما
للديمقراطية والحوار أحس بخيبة الأمل ومشكل المدونين متصفحي صفحات
الفايسبوك انهم يتعاملون مع العالم الافتراضي على أساس أنه جزء لا يتجزأ
منهم، وهذا هو الهروب من الواقع والذي خلق عالما من اليأس لدى الشباب كما
أدعو المسؤولين الى الانتباه أكثر ومعالجة الموضوع بجدية لأن بعض الشباب
الآخر مازال يهدد أيضا بالانتحار.