الباجي نام سعيدا يوم أمس بعد أن تسبب في حادثة أثارت استياء الكثيرين

لم يتوقع من ذهب أمس إلى مطار تونس قرطاج لاستقبال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يجد نفسه في التسلل بعد أن حطت طائرته في المطار العسكري ب"العوينة" أين استقبله رئيس الوزراء "الباجي قايد السبسي" الذي تمكن من تحويل وجهة المسؤول التركي إذا صح التعبير وترك الآلاف في التسلل..

كان من المتوقع أن تصل طائرة أردوغان في حدود الساعة السابعة مساء لذلك تحول الآلاف إلى المطار لاستقباله والاحتفاء به خاصة وانه يعتبر لدى الكثيرين رمزا للبطولة والصمود وشوكة في حلق إسرائيل وحلفائها وتم جلب اللافتات والصور العملاقة وانتظر الجميع إطلالة رئيس الحكومة لكن طال الانتظار ولا حياة لمن تنادي..

في مقدمة من كانت لهم نية استقبال السيد "رجب طيب أردوغان" الشيخ "راشد الغنوشي" رئيس حركة النهضة الذي دائما ما يصدر نفسه على انه صديق لتركيا وان كتبه تدرس في مناهجها الدراسية لذلك تفرغ ليلة أمس للذهاب إلى المطار صحبة عدد كبير من أنصار الحركة ولكن كان لل"باجي قايد السبسي" رأي أخر الأمر الذي استفز الشيخ الغنوشي الذي اعتبر أن الحكومة أهانت رمزا سياسيا عالميا ولم تقم باستقباله بشكل يليق به وعبر على سخطه واستياءه وتحولت فرحة انتظار قدوم أردوغان إلى خيبة أمل جر الكثيرون أذيالها..

وبينما كان الشيخ ينتظر صحبة أنصار حركته وجمع من المواطنين قدوم "البطل" التركي كان السبسي في استقباله في مطار العوينة ليفتك الأضواء من الشيخ الموقر ويجلس رئيس حركة النهضة مصابا بشيء من الخيبة أمام لافتة كبيرة عليها صورة رئيس الوزراء التركي..

هذه الحادثة أثارت استياء الكثيرين واعتبروها إهانة لاردوغان ولكن فات هؤلاء انه شخصية سياسية رفيعة المستوى ومن البديهي أن يستقبل في مطار عسكري فهل من المعقول أن ينزل رئيس وزراء في مطار تونس قرطاج ويخضع للتفتيش ثم يخرج ليرمي بنفسه في أحضان مستقبليه ولم لا يوقع لهم بعض التذكارات ويلتقط معهم بعض الصور الفوتوغرافية ثم يذهب فرحا مسرورا كشأن النجوم الورقية لبرامج مثل ستار أكاديمي..

السؤال الآخر ألا يعلم الشيخ راشد الغنوشي أن الأعراف الدبلوماسية لا تسمح باستقبال شخصية سياسية بهذا الشكل خاصة في ظل الظروف الحالية وان الاستقبال الرسمي يكون بحضور ممثل رفيع للحكومة كرئيس الدولة آو رئيس الوزراء آو غيرهما فما الذي ذهب يفعله في المطار وهل يعد ذلك نوعا من استعراض العضلات لا غير؟

السبسي استطاع أمس التقدم بنقطة على الشيخ راشد الذي لم يفرق بين طريقة استقبال النجم التركي "مهند" وطريقة استقبال رجب طيب أردوغان، فما يعلمه الجميع أن عداء كبيرا يجمع الاثنين يبرز إلى العلن أحيانا ولعل الباجي نام سعيدا يوم أمس بعد أن تسبب في ارتفاع ضغط الشيخ راشد الغنوشي ليثبت أن مدرسة بورقيبة فيها من الدهاء السياسي الشيء الكبير..
[img][/img]