اكدت وزارة الشؤون الدينية في اكثر من مرة حرصها على تحييد المساجد وعلى تأمينها خاصة بعد موجة انزال الائمة التي ميزت بيوت الله في فترة ما بعد الثورة،
لكن رغم هذه التطمينات فان عددا من المساجد لا تزال بعيدة كل البعد عن رقابة الوزارة وسيطرتها . وقد شدد نور الدين الخادمي في عدة مناسبات على ضرورة تحييد المساجد التي جعلت لذكر الله وإقامة العبادات وجمع كل المصلين على اختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم بعيدا عن الدعاية السياسية او الحزبية او المذهبية مشيرا الى ان اختيار الأئمة والخطباء يتم فقط بناء على مؤهلاتهم العلمية وقدرتهم على التواصل والإقناع. ورغم كل هذه الدعوات والبرامج التي كانت محل جدل ونقاش بين المجتمع السياسي حول ضرورة تحييد بيوت الله عن النشاط الحزبي مخافة استغلالها من بعض التيارات والفرق الدينية بغية نشر افكارهم وعقيدتهم التي اعتبرها كثيرون غريبة عن المجتمع التونسي، فان جملة من أئمة المساجد الذين تم تنصيبهم كان من قبل روادها وهو ما أدى بالتالي الى تغييب وزارة الاشراف وكل الجهات المعنية بالاطارات المسجدية عن عملية التعيين. اختلافات..وتعيينات أكد الخادمي في اكثر من لقاء صحفي وتدخل في مختلف وسائل الاعلام أن « المشهد العام في المساجد هو مشهد مستقر وفي بعض الأحيان هناك بعض حالات الانفلات» مضيفا « لقد وضعنا استراتيجية لمعالجة الانفلاتات التي تقع في المساجد عن طريق ارسال لجان تتوجه على عين المكان لتقصي حقائق ما يحدث وبناء على ذلك تتعامل الوزارة مع هذه الأحداث اداريا وميدانيا». واوضح انه "لا لتسييس المساجد باعتبارها دورا مجعولة للعبادة ويجب تحييدها عن الخطاب السياسي ويمكن للإمام أن يعلق على قضايا في الشأن العام دون أن يرتقي هذا الخطاب الى مستوى الاصطفاف الحزبي والأيديولوجي»، لكن اختار عدد من الائمة المحسوب على تيارات معينة ان لا يمتثلوا لهذه الدعوة جاعلين من المنابر بوقا للتطرق الى مواضيع سياسوية يتخللها شيء من التكفير. وكردة فعل على هذا التمشي وتعاطي الوزارة معه فقد أكد عضو اللجنة الوطنية لنقابات إطارات المساجد البشير العرفاوي في تصريح لاذاعة «شمس اف ام « (يوم 012/10/13) ان هناك أحزابا دينية ويسارية تحاول السيطرة على المساجد محملا وزارة الشؤون الدينية مسؤولية تدعيم التيارات السلفية بما أنها لم تكن حازمة في أخذ قراراتها.بدوره حمل عضو اللجنة الوطنية لنقابات واطارات المساجد عبد السلام عطوي الوزارة مسؤولية تحييد المساجد عن التجاذبات السياسية والحزبية. وعلى ضوء هذا الوضع فان المتابع للمساجد يلاحظ اختلافا في كيفية اداراتها وفحوى خطبها ومواقف خطبائها وحتى جزء من روادها. فوارق .. يؤكد الملاحظون ان فرقا اتخذت من عديد المساجد مكانا لها تمارس فيها عقيدتها وتنشر فيها افكارها وتوجهاتها عبر اعتلاء المنابر يوم الجمعة او من خلال الدروس المقدمة من حين لاخر تختلف باختلاف المساجد من موضوع «الخروج على ولات الامور والحكم بغير ما انزل الله وتكفير الناس والجهاد» الى مواضيع في العقيدة «الحديث عن شرك الافعال والاقوال لدى العامة وكيفية الابتعاد عنها» مرورا باؤلئك الذين خبروا الحديث عن مواضيع سياسية بغطاء ديني. يجتهد الائمة والقائمين على المساجد في الدعوة الى الله اما عبر الخطب والوعظ او من خلال حلقات <العلم> التي يديرونها او الرسائل والكتب الدينية التي تتمحور حول مواضيع معينة يمكن استجلاء توجه دعاتها (سلفية او تكفير او صوفية واشاعرة وغيرها..). ويسعى كل طرف الى اقناع العامة بافكاره. تنظيم ان استغلال بيوت الله لتكون منطلقا او <مخبأ> لعصي او مولوتوف وهو ما تحدث عنه شهود عيان بدوار هيشر- اومنطلقا لمسيرات تنتهي بوقوع قتلى وجرحى مثلما حدث في السفارة الامريكية يوم الجمعة حيث خرج الناس من جامع الفتح بالعاصمة وغيرها من المساجد متجهين نحو السفارة، هو امر مرفوضدينيا واخلاقيا ووطنيا يجعل من الوزارة والحكومة مطالبة بحل عاجل لملف المساجد يكون نهائيا توضع فيها خطة واضحة لتنظيمها وتحييدها عن كل ما هو سياسي ولعل اضعف الايمان بمنع نواب التاسيسي (الحبيب اللوز او الصادق شورو) او مسؤولي الحكومة ورؤساء الأحزاب (راشد الغنوشي) بامامة الناس سوم العيد او يوم الجمعة لانه من الضروري ان تخلو المعركة السياسية من زج للمساجد او استغلال لها باي حال من الاحوال. "وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احد" وهو ما جاء به القرآن الكريم